الجمعة، 10 نوفمبر 2017

ياسمينيات ... بقلم (إيناس_علي_بنات)

قوية كالحرب ، ناعمة كالسلام ؛ كانت كالجبل لا يهزمها شيء ؛ جذورها صامدة ؛ وحيدة كالقمر تضيء عتم لياليها ؛ حارقة كالبركان ؛ عميقة كالبحر ، غموضها يحيط بها  بهالة جذابة ؛ تُحسنُ إنتقاء كلماتها ؛ صلبة جداً كقطعة فولاذ ؛ فتاة بقلبين ؛ قلب ليتسع أحلامها التي ناطحت السحاب ؛ وقلبٌ أخر لينبض وتبقى به على قيد الحياة ؛ كانت تشبه رسائل الشيفرة ؛ لا أحد يفهمها ..
قلبها كالياسمين في نقائه وبياضه ؛ عيناها تُلهمُ من رأها وتشعُ بالحياة ؛ تظهر قوة روحها ؛ نظراتها جريئة وواثقة  تَؤزّ ثبات من أمامها توحي بالنصر والقوة ..
كانت بارعة بإخفاء حزنها  خلف ابتسامةٍ مزيفة مصطنعة ؛ قوية من الخارج وهشة كقطعة زجاج من الداخل ؛ قلبها لين رقيق عكس ما تظهر ..
كانت عند انسياب الدمع على وجنتيها تتسابق مع دموعها لتخفي أثرها ؛ كانت تتعثر وقبل وصولها الى الحافة تستقيم من جديد ؛ تنحني وتعتدل وحدها ؛ كانت تثبت نفسها لنفسها رغم أنف المصاعب والحياة ..
كانت محط أنظار الجميع ؛ كانوا يظنوا أنهم على إطلاع بكامل سيرتها الحياتية ولكنها تخفي الكثير بقلبها  ...
 تزاحمت عليها الخيبات والعثرات التي لا تُحصى حتى ظنت أنها لن تجد طريقها للنور ، كانت تترصدها العيون كُرهاً وحقداً ، وكل من يحيطها يستنظر هزيمتها .. 
إيمانها بالله كان مصدر قوتها ، ففي كل كربٍ وعند كل إبتلاء كان الله يربط على قلبها ويلهمها الصبر والسلوان ؛ أزهر الله في قلبُها العِشْرينِيُّ الملايين من الياسمين الأبيض الذي لا يذبُلُ  ؛ يزيدُ فُؤادَها بياضاً تتألق به جمالاً فوق جمالها  ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دهاليز بقلم ايناس علي بنات

متاهة ال "لو"  عصفت عقلها وقلبها،  أبت تقبل الواقع والعيش بواقع يتعارض بشكل تام مع ما يتمناه قلبها الياسميني ، نُسفت من عقلها مفر...